بحث هذه المدونة الإلكترونية
تفكر فى تجارب وخبرات حياتية تفكر في آيات الله وأوامره ونواهيه تفكر فى نقد بناء لتصحيح المسار ..
مميزة
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
سلام عليكم بما صبرتم (٧)
*أن يرقى المرء إلى منزلة أولوا
العزم -فياخذ بعزائم الامور- لهي منزلة عظيمة تراد ،ومما يدل على عظم تلك المنزلة
،أنه حتى الانبياء لم ينالوها جميعاً ،بل اقتصرت على قلة مجتباة منهم..
فإن أراد المرء أن يكون من أهل العزائم ،عليه
أن يتتبع ألفاظه سبحانه في ذكر عزائم الأمور .. وقد ذكر سبحانه أن الصبر مع التقوى
هما السبيل إلى ذلك بل وأكثر من ذلك وهو الارتقاء إلى درجة الاحسان فقال سبحانه:
" وَإِن
تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ "
وما
قاله يوسف الصديق عليه السلام:
" إِنَّهُ مَن
يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ "
ولكي يدرك المرء منزلة الشئ ،عليه ان يدرك
معاني الألفاظ ومقتضياتها. فقد عرَّف الإمام على بن أبي طالب التقوى بأنها الخوف
من الجليل ،والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل..
فالمرء ينال تلك المنزلة الرفيعة -باذن الله-
بالصبر مع التقوى ،والخوف من الله جل وعلا ،ومراقبته في كل افعاله..
-قد اوضحنا سالفا رحمة الله بنا إذا ما
ابتلانا ليوقظنا من غفلتنا ،علَّنا نرجع إليه.. فإذا ما ابتلينا من قِبل أهل الباطل ،فطغوا علينا وأوردونا المهالك ،فكل ما يجب للمرء أن يدركه
إِن
تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ
مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ "
ففي هذه الدنيا ،جميعنا في شقاء وكدر.. ولكن
ما يفرق بين أهل الحق وأهل الباطل.. وإن أهل الحق يرجون بهذا الألم مغفرة من الله
ورضواناً.. بينما يرجو أهل الباطل الدنيا بزينتها ومتاعها الزائل ،غير عابئين
بالآخرة ،فيخسرون هذه وتلك.. لأن وعد الله بالنصر والتمكين للمؤمنين في الدنيا
والاخرة ،لذلك ذكر رب العزة أن أيام الدنيا تلك يداولها سبحانه بين الناس لأسباب
ذكرها في محكم التنزيل :
" وَتِلْكَ
الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ
1-وَلِيَعْلَمَ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
2-وَيَتَّخِذَ
مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
3-وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
4-وَيَمْحَقَ
الْكَافِرِينَ
فما من شئ يجري حولنا إلا بعلم وحكمة ،لا
عبثا ولهوا ،حاشاه سبحانه.
-أورد ابن القيم في نونيته بعض أبيات عن
الصبر وما يعود على المؤمن جزاء صبره ،فقال :
والرب ليس يضيع ما يتحملُ *** المتحمــلون لأجله من شـانِ
فتحمل العبد الضعيف رضاه *** مع فيض العدو وقلة الأعوانِ
مما يـــدل على يقين صادق *** ومحبــــةٍ ..وحقيقة العـرفانِ
والله يعــلم ما الذي في قلبه *** يكفيه علـــم الواحــد المـــنان
فالله سبحانه وتعالى يسمع ويرى ،مطلع على صبر الصابرين ،النابع من إيمان ويقين بعظم الجزاء في الآخرة وأن المرد الى الله فيعاقب المسئ على قدر إساءته.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق