التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مميزة

كإبلٍ مائة (ومضة العتماء)

  ومضة العتماء كإبلٍ مائة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة" ( رواه البخاري بإسناد صحيح)  ومضة أخرى برقت في ذاكرة الشاب، لطالما أضاءت له عتماءه على مدار عمره المنصرم؛ الأصدقاء. ربما كان يتحير سالفًا بسبب ندرة صداقاته، لقد كان الكثيرون يحيطون به، بينما لم يتعد أصدقاؤه أصابع يديه عددًا، لماذا؟ هل كان لمفهوم الصداقة لديه قدسية من نوع خاص جعلته يدقق بحذق فيمن يستحق هذا الوسام؟! أم أنه يفتقر إلى الكاريزما التى تجذب الرفاق إليه؟ وبالرغم من نقاء مشاعره إزاء الآخرين، ومساعيه الدءوبة لخدمتهم وإسعادهم كلما أمكن له ذلك؛ فقد لازمه شعور خفي بأنه شخصٌ منزوٍ وانفرادي، وغير اجتماعي. ظل يحتفظ بذاك الشعور حتى أدرك أخيرًا أنَّ قلة أصدقائه؛ هي في الواقع قلة انتقاء واصطفاء لا قلة انطواء وإقصاء. ربما سمحت له محنة الأسر بأن يعيد توصيف الحالة برمتها. تأمل الشاب ذاته؛ فأدرك أنّ الانطواء لم يكن شيمته في الأساس، بل كان نوعًا من التريث، وكان تريثه ينطوي على عدة مراحل: -المرحلة الأولى: هي استكشاف سمات العز والفضيلة في...

سلام عليكم بما صبرتم (٧)



*أن يرقى المرء إلى منزلة أولوا العزم -فياخذ بعزائم الامور- لهي منزلة عظيمة تراد ،ومما يدل على عظم تلك المنزلة ،أنه حتى الانبياء لم ينالوها جميعاً ،بل اقتصرت على قلة مجتباة منهم.. 

فإن أراد المرء أن يكون من أهل العزائم ،عليه أن يتتبع ألفاظه سبحانه في ذكر عزائم الأمور .. وقد ذكر سبحانه أن الصبر مع التقوى هما السبيل إلى ذلك بل وأكثر من ذلك وهو الارتقاء إلى درجة الاحسان فقال سبحانه:

  " وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ "

 وما قاله يوسف الصديق عليه السلام:

 " إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ "

ولكي يدرك المرء منزلة الشئ ،عليه ان يدرك معاني الألفاظ ومقتضياتها. فقد عرَّف الإمام على بن أبي طالب التقوى بأنها الخوف من الجليل ،والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل..

فالمرء ينال تلك المنزلة الرفيعة -باذن الله- بالصبر مع التقوى ،والخوف من الله جل وعلا ،ومراقبته في كل افعاله..

-قد اوضحنا سالفا رحمة الله بنا إذا ما ابتلانا ليوقظنا من غفلتنا ،علَّنا نرجع إليه.. فإذا ما ابتلينا من قِبل أهل  الباطل ،فطغوا علينا وأوردونا المهالك ،فكل ما يجب للمرء أن يدركه

 إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ "

ففي هذه الدنيا ،جميعنا في شقاء وكدر.. ولكن ما يفرق بين أهل الحق وأهل الباطل.. وإن أهل الحق يرجون بهذا الألم مغفرة من الله ورضواناً.. بينما يرجو أهل الباطل الدنيا بزينتها ومتاعها الزائل ،غير عابئين بالآخرة ،فيخسرون هذه وتلك.. لأن وعد الله بالنصر والتمكين للمؤمنين في الدنيا والاخرة ،لذلك ذكر رب العزة أن أيام الدنيا تلك يداولها سبحانه بين الناس لأسباب ذكرها في محكم التنزيل :

" وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ

1-وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا

2-وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ   

3-وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا

4-وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ

فما من شئ يجري حولنا إلا بعلم وحكمة ،لا عبثا ولهوا ،حاشاه سبحانه.

-أورد ابن القيم في نونيته بعض أبيات عن الصبر وما يعود على المؤمن جزاء صبره ،فقال :

والرب ليس يضيع ما يتحملُ  ***  المتحمــلون لأجله من شـانِ

فتحمل العبد الضعيف رضاه   *** مع فيض العدو وقلة الأعوانِ

مما يـــدل على يقين صادق   ***   ومحبــــةٍ ..وحقيقة العـرفانِ

والله يعــلم ما الذي في قلبه   ***  يكفيه علـــم الواحــد المـــنان

فالله سبحانه وتعالى يسمع ويرى ،مطلع على صبر الصابرين ،النابع من إيمان ويقين بعظم الجزاء في الآخرة وأن المرد الى الله فيعاقب المسئ على قدر إساءته.




                                    

 

 

 

 

 

 


تعليقات

المشاركات الشائعة