التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مميزة

كإبلٍ مائة (ومضة العتماء)

  ومضة العتماء كإبلٍ مائة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة" ( رواه البخاري بإسناد صحيح)  ومضة أخرى برقت في ذاكرة الشاب، لطالما أضاءت له عتماءه على مدار عمره المنصرم؛ الأصدقاء. ربما كان يتحير سالفًا بسبب ندرة صداقاته، لقد كان الكثيرون يحيطون به، بينما لم يتعد أصدقاؤه أصابع يديه عددًا، لماذا؟ هل كان لمفهوم الصداقة لديه قدسية من نوع خاص جعلته يدقق بحذق فيمن يستحق هذا الوسام؟! أم أنه يفتقر إلى الكاريزما التى تجذب الرفاق إليه؟ وبالرغم من نقاء مشاعره إزاء الآخرين، ومساعيه الدءوبة لخدمتهم وإسعادهم كلما أمكن له ذلك؛ فقد لازمه شعور خفي بأنه شخصٌ منزوٍ وانفرادي، وغير اجتماعي. ظل يحتفظ بذاك الشعور حتى أدرك أخيرًا أنَّ قلة أصدقائه؛ هي في الواقع قلة انتقاء واصطفاء لا قلة انطواء وإقصاء. ربما سمحت له محنة الأسر بأن يعيد توصيف الحالة برمتها. تأمل الشاب ذاته؛ فأدرك أنّ الانطواء لم يكن شيمته في الأساس، بل كان نوعًا من التريث، وكان تريثه ينطوي على عدة مراحل: -المرحلة الأولى: هي استكشاف سمات العز والفضيلة في...

نقد كتاب ذكر شرقى منقرض (٢)

فالمقصود من الحياة الزوجية هو تنفيذ مراد الله بعبادته وعمارة الأرض بالحق لا بجَوْر أحد الأطراف على الآخر فما إن ارتضت المرأة الرجل انتقلت الولاية من والدها إليه فصار هو القائم على احتياجاتها وصونها بكل ما تندرج تحتها من مسميات ووجب على الزوجة الإحسان إلى زوجها لتكون بذلك معينًا له على سبل الشيطان وإغواءاته، ولقد ذكر الكاتب عدة شبهات أود أن أفردها تختص بمرحلة ما بعد العقد.

١-شبهة الضرب

إن تفسير القرآن وتأويله لا يتعيّن لغة فقط ولكن له منهجية واضحة ومحددة.. ولا يتعيّن أيضًا بالأهواء، فمفهوم الإسلام يعني تمام الانقياد والاستسلام لأوامره ونواهيه سبحانه وتعالى ،حتى وإن لم تعلم العلة من التشريع فنحن عباد لله ،ولا ننازعه ملكه والعياذ بالله، وقد ذكر بعض أئمة التفسير كالإمام الطبري رحمه الله منهجية في التفسير في مطلع تفسيره لكتاب الله، والعلماء في التفسير على قسمين : متقدمين (أقرب لعهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ) ومتأخرين ( أبعد عن عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام )، فالمتقدمين كانوا أشد اتباعًا من المتأخرين فيُقدّم الأخذ عنهم على المتأخرين وان اختلف كلاهما فالرجوع للأصل أولى ، أما في التأويل اللغوي فلا أرى للمتأخرين سبق في هذا نظرًا لاندثار اللغة شيئًا فشيئًا نتيجة عدة عوامل. 
(رابط منهجية تفسير القرآن للإمام الطبري رحمه الله) : https://www.islamweb.net/ar/article/38369/

 فالأصل في الدين أن الله سبحانه وتعالى لا يُسأل عما يفعل بل نحن المسؤولون، فإذا ما تعارضت أوامره سبحانه مع فهمنا القاصر المحدود -إذا ما قورن بعلمه سبحانه- وجب التسليم والانقياد، فهذا من باب منهجية التفسير والتسليم والانقياد.
أما الضرب فهو ليس من باب الاعتداء وإن المتقين المتحرّين لأوامر الله لعالمون بأن التدرج إنما شُرع لرد المرأة الناشز إلى الحق وليس يحق للزوج الضرب في حالة رفضها لأمر من أوامره التي يترتب عليها معصية الله عز وجل بل إن ولي الأمر المسلم وجب عليه التدخل في مثل هذه الحالة وعقاب الزوج بالتعذير الذي يراه مناسبًا في تلك الحالة أو حالة الاعتداد بالضرب المبرّح، وقوله تعالى لأيوب عليه السلام: " وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ " وهذا عندما كان قد أقسم على ضرب زوجته فأمره بضربها وعدم الحنث بالقسم ولكن ضربًا غير مبرحٍ وهذا دليل على أن ضرب المرأة مشروع في حالة معينة وهي عدم جدوى النصح والهجر، بل إن الكاتب ذكر جملة غريبة بعض الشيء ولن آخذها على محمل سوء الظن فمؤكد أنه لا يعلم فقال: "مش ممكن ربنا يدّي الحق لأحد طرفي العلاقة (اللي هي مودة ورحمة بين اتنين عاقلين بالغين راشدين) فالله يفعل ما يشاء كما ذكرنا ابتداءً فنحن مملوكون في ملكه سبحانه "إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا"، إلى جانب أن الضرب لا ينفي المودة والرحمة بل هو في مقصوده رد الزوجة إلى الحق كما وضحنا أن ولي الأمر المسلم يجب عليه رد الزوج إلى الحق في حال المخالفة، بل إن الله عز وجل قد شرع القتال بين المسلمين وقد ينتج عنه قتل من الطرفين فقط لرد الباغي إلى الحق وتبقى الأخوة بينهما قائمة لقوله تعالى :
"وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"

فمصداقًا لقوله تعالى ظلّت الفئتان مؤمنتين في القتال وبالتالي ظلت الأخوّة قائمة، وهو ما حدث في معركتي الجمل وصفين بين فريقي عليّ رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه وكان الحق مع علي رضي الله عنه فكان بعد انتهاء المعركة يترحم على موتى الفريقين ويعاقب من يقول أن قتلى فريق معاوية رضي الله عنه في النار، فالمقصود رد الباغي إلى الحق.
أما ما قيل من علماء التفسير المتقدمين عن آيات تنظيم علاقات الرجل والمرأة فإليكم ما يلي وهو غيض من فيض:

"فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا "
 فتجازوا أنتم عن سيئات أزواجكم واعفوا عنهن إذا تُبْن أو أنه تعالى قادر على الانتقام منكم غير راض بظلم أحد أو أنه سبحانه مع علوه المطلق وكبريائه لم يكلفكم إلا ما تطيقون فكذلك لا تكلفونهن إلا ما يطقن .. الألوسي ٢٤/٥

"إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا "
 تهديد للرجال إذا بغوا على النساء من غير سبب فإن الله العلي الكبير وهو منتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن . ابن كثير ١ /٤٦٧

"وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ "
 ولا يخفى على لبيب فضل الرجال على النساء ولو لم يكن إلا أن المرأة خُلِقت من الرجل فهو أصلها وله أن يمنعها من التصرف إلا بإذنه فلا تصوم إلا بإذنه ولا تحج إلا معه. القرطبي ٤ /٥٣

"فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ "
 دليل على أن الولي ينظر على المرأة، ويمنعها مما لا يجوز فعله ويجبرها على ما يجب، وأنه مخاطب بذلك، واجب عليه. السعدي ١٠٥

"ولا تَنْسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ "
 والفضل بمعنى الإحسان أي لا تنسوا الإحسان الكائن بينكم من قبل وليكن منكم على ذِكر حتى يُرَغّب كلٌ في العفو مقابلةً لإحسان صاحبه عليه. الألوسي ٣ /١٥٥


فالحياة الزوحية ليست مساحة قتال نتشاجر فيها لمن تكون القيادة والغلبة ولكن كل ميسر لما خلق له فوجب على المرأة الاستشارة والاستخارة قبل الارتباط وتحري دينه وخلقه قبل أي شئ ، ويجب على الرجل تقوى الله فيمن يعول فلا يبغي ولا يظلم وليعلم أن العلي الكبير سبحانه مطلع معاقب للمسيء ومجزي المحسن.


٢-المرأة التى تنصح بتشغيل القرآن فى المنزل:

ذكر الكاتب أن هذا حق أريد به باطل ولم يذكر هذا الباطل، ألم يعلم بأن القرآن يطرد الشياطين التى هى جل همها التفريق بين المرء وزوجه إضافة إلى أنه هدى وسكينة، فهذا يؤاخذ فيه الكاتب وإن وُجِد الباطل فمنافع الحق أكبر من مضار الباطل بل لا نسبة بينهما.

يتبع ....


تعليقات

المشاركات الشائعة