بحث هذه المدونة الإلكترونية
تفكر فى تجارب وخبرات حياتية تفكر في آيات الله وأوامره ونواهيه تفكر فى نقد بناء لتصحيح المسار ..
مميزة
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
وَعْدَ اللَّهِ حَقًّاً (١)
-وعد؟؟
هو السؤال الذي نوجهه لأحد من بني البشر
،حال أردنا التيقن من التزامه بما يقول.. ومهما كانت ثقتنا في هذا البشري ،يبقى
لدينا احتمال -مهما بلغت ضآلته- بعدم وفائه بهذا الالتزام ،خاصة اذا كان هذا
الالتزام صعب التنفيذ ،فتبقى في نفوسنا مخاوف وشكوك من كذبه ،و إخفاقه ،أو ربما
عجزه عن تحقيق أمنياتنا ومآربنا.
وبطبيعة الحال ،فإن البشر يثقون في أصحاب
النفوذ وعِلية القوم ،ليس لصلاح هؤلاء وصدقهم ،بل ربما لقدرتهم على الوفاء بوعودهم
من خلال ما يتمتعون به من سلطة أو ثروة.. فما بال هؤلاء لو كان واعدهم هو من علا
نفوذه على كل نفوذ ،ومن امتلات خزائنه بفضله وجوده.. رب السموات والأرض ومن فيهن
سبحانه.
أحبائي.. تعلمون أن قوانين الطبيعة لم تخرج
من فراغ ،وإنما بنيت على وقائع حدثت من قبل ،صاغت المنهج العلمى ومنه نظرية الاحتمالات..
وهذه النظرية قلما تخطئ ،خاصة إذا كان المدى الزمنى –الذي إختُبرت خلاله تلك
القوانين- أكبر ،فتصبح أكثر دقة واعتمادية..
فانظروا ماذا قال الحق في محكم التنزيل: (
وعد ربي حقاً ) .. ذلك القانون الإلهى الذي أقره ملك الملوك على نفسه إلى يوم
الدين.. ربما يقول الملحدون وذوي النفوذ الضعيفة : ما الذي يدفعنا إلى تصديقه؟
تخيل وقائع تمتد أحداثها منذ بدء الخليقة
وحتى يومنا هذا ،فهل يمكن أن يراودنا شك في أن تتماثل النتائج ،إذا تشابهت الأحداث
،وكذلك الأبطال؟
الاجابة المنطقية ببساطة هي (لا)..
فآيات القرآن التى أخبرتنا بمصائر الأقوام
السابقين -صالحين كانوا أو فاسقين- لم تكن في الواقع محض حكايات سيقت على سبيل
الدعابة أو التسلية.. بل كانت للعظة والعبرة ،ليتبين البشر من ذوى الألباب طريق الحق
،ويسعوا لسلوكه ،ابتغاء وعد الله الحق لهم بالجنة وحسن المآب ،ويتجنبوا غضب الله
ووعده للبغاة بجهنم وساءت مصيراً.
وقد صاغ القرآن قصصاً واقعية عن أقوام هلكوا
بسبب تكذيبهم وإصرارهم على الغي والبغي.. وبقيت آثارهم عبرة وآية للمتفكرين.. وإلى
هؤلاء المشككين ،فإن وعد الله آت لا محالة ،لكن توقيته عند علام الغيوب.. فكلما
زاد الباغي في بغيه ،مدَّ الله له في طغيانه ،حتى إذا أخذه لم يفلته.. أما هؤلاء
المقهورون ،فإنما النصر صبر ساعة ،ومهما آلمتنا الحياة ،فلن تكون معاناتنا ذرة
فيما عاناه الرسول ورفاقه ،فهل فقدوا الأمل في الله وفي وعده الحق بنصر عباده
المؤمنين؟ لا والله ،بل زادهم ايماناً مع إيمانهم ،وصبروا حتى تحقق لهم الوعد وجاءت
بشريات النصر ،لتعلو راية الإسلام خفاقة في كل ربوع العالم وإلى يومنا هذا ،بفضل هؤلاء الأبرار:
"أَمْ
حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ
خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا
حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ
أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ"
وعلى الجانب الآخر فقد وافانا القرآن العظيم بصور كثيرة لأقوام كفروا وصدوا عن سبيل الله فمدهم الله أمداً ثم أخذهم أخذ عزيز مقتدر ليتحقق عدله ويتحقق وعده..
فهاهم قوم عاد وثمود كانوا من أعظم خلق الله بنياناً وحضارة فلما عصوا أمر ربهم أهلكهم شر مهلك فلم تجديهم قوة بنيانهم ولم تمنعهم حصونهم من عذاب الله..
وقد بين لنا الله -في غير موضع من القرآن- نهاية هؤلاء العصاة ،ومنها على سبيل المثال لا
صور مساكن عاد وثمود :
قال تعالى:
"فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ ۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ"
"فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"
وها هم قوم نوح ،اذ قال فيهم الحق سبحانه:
"فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ"
وقوم لوط الذين اخذهم الله شر أخذة بعد طول إمهال:
"وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ ۚ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا"
لذا فإن علينا أن نثق في وعده سبحانه مهما طال البلاء ،فلابد له ان ينجلي ويتكشف يوماً....
وللآيات بقية ....
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق