بحث هذه المدونة الإلكترونية
تفكر فى تجارب وخبرات حياتية تفكر في آيات الله وأوامره ونواهيه تفكر فى نقد بناء لتصحيح المسار ..
مميزة
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
أخيتى العروس (١)
أخيتى الغالية.. قبل أن أفرد لكِ نصائحي ،دعيني أبدأ بنصيحة الأعرابية (أمامة بنت الحارث الشيبانى) لابنتها (أم إياس) حين أوشك زفافها إلى (عمرو بن حجر ) أمير كندة.. كلمات دونها التاريخ بحروف من نور،لذا لم أجد أبلغ منها لأستهل بها نصيحتى إليك :
" أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منكِ، ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن أمرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها لكنتِ أغنى الناس عنه،ولكن النساء للرجال خلقن،ولهن خلق الرجال..
أي بنية إنكِ فارقت الجو الذي منه خرجتِ، وخلفتِ العش الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه ،فأصبح بملكه عليك رقيباً ومليكاً ،فكونى له أمة ،يكن لك عبداً وشيكاً ،واحفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذخراً :
أما الأولى والثانية :
فالخشوع له بالقناعة،وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة :
فالتفقد لموقع عينية وأنفه،فلا تقع عينه منك علي قبيح،ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة :
فالتفقد لوقت منامه وطعامه،فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة :
فالاحتراس بماله، والإرعاء بحشمه وعياله،وملاك الأمر في المال حسن التقدير،و في العيال حسن التدبير
وأما التاسعة والعاشرة :
فلا تعصين له أمراً ،ولا تفشين له سراً فإنك إن خالفت أمره ،أوغرت صدره ،وإن أفشيت سره، لم تأمني غدره.
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً..
أخيتى.. ما أروعها من كلمات ترسم الملامح الأساسية لما يجب أن تكون عليه الزوجة المحبة.. وترسي دعائم صلبة في بناء أسرة مسلمة قوية لا تذروها رياح الخلاف..
نصائحي اليكِ
النصيحة الأولى :
إدراك المقصد من الزواج
أخيتي.. نحن نعلم سبب الخلق ومجيئنا الى تلك الحياة .. "وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون"
ولكن ما سبب سنية الزواج؟
بادئ ذى بدء يجب أن نعلم لماذا نتزوج.
لقد تزوج نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم فكان زواجه سنة فعلية نستن بها من بعده ،وبالتالى عبادة نتقرب بها إلى الله عز وجل ،وقد ورد في الحديث الصحيح أن ثلاثة نفر أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أولهم إنى أصوم ولا أفطر.. وقال الآخر وأنا أقوم الليل ولا أنام وقال ثالثهم وأنا أتعبد لله ولا أتزوج النساء..
فكان رده صلى الله عليه وسلم:
"أنا أصوم وأفطر ،وأنام وأقوم الليل ،وأتعبد وأتزوج النساء ،فمن رغب عن سنتى فليس منى"
ولأننا خلقنا بغرائز فطرية مثل غريزة الأمومة والأبوة وحب النساء .... ،فقد وجب إشباع تلك الغرائز بالكيفية التي أحلها الله لنا ،فإن حادت الأنفس عن سبيل الحلال ،سهل اقتيادها لتتبع خطوات الشيطان نحو طريق الحرام.. ،وذلك في قول الأعرابية لابنتها:
" ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال "
كما ذكر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال :
"إني لأكره نفسي على الجماع رجاء أن تخرج مني نسمةتسبح الله تعالى"
إذاً فهذا هو الغرض والغاية المقصودة ،إعمار المجتمع وإصلاحه بالذرية المسلمة الصالحة التى تصلح ما أفسده الناس.. هذا بالطبع بجانب أن يعف الزوجان نفسيهما عن الحرام.
لذا كان الزواج واجباً.. وبسبب ما يترتب على عدم الزواج من مفاسد بالمجتمع ككل ،لذا قدم الحكيم العليم الزواج على الحج رغم كونه ركناً من أركان الإسلام.. فإذا توفر شرط الاستطاعة للحج ،ولم يكن منتوي الحج قد تزوج بعد ،فالزواج أولى له وأوجب.
فكما قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه لأبى الزوائد :
ما يمنعك من الزواج إلا عجز أو فجور..
فإذا واتت فرصة الزواج ،شمّرنا عن سواعدنا ،واستعددنا له ،مع الاستعانة والتوكل على الله.
لذا كانت نصيحتى الأولى لكِ اخيتى الغالية ،أن تدركى المقصد من الزواج.
النصيحة الثانية
طاعة الله ورسوله
أخيتى .. لا ترفعى سقف طموحاتك فتظلمى بذلك نفسك وكذلك رفيق دربك.. إنما استعينى بالله واصبري وحسبك الله كافياً ومغنياً..
فاليوم نجد تطلعات الشباب والفتيات وأحلامهم في الشريك مستوحاة من الروايات والأفلام ،دون أن يفطن أحدهم أن كل ذلك محض تمثيل ،يبعد عن الواقع كل البعد.. في حين يرى العاقل استحالة توافر صفات الكمال في شخص واحد.. إلا إذا كان هذا الشخص بارع في الخداع لدرجة تجعلنا نراه على غير حقيقته ،فنتوهم كماله ،أو أننا سلكنا دروبا غير مشروعة ،زين لنا فيها الشيطان سوء أعمالنا ليصدنا عن سبيل الهدى والفلاح ،ذلك أن الدنيا هي دار كبد وشقاء ،لا دار دعة وبقاء ،ما فيها الا منقوص يشوبه كدر وما كَمُلَ الا جنان الرحمن.
فيجب أن تعي أخيتي الحبيبة ،أن رفيق دربك المرتقب ماهو إلا بشر يصيب ويخطئ ،لديه من الصفات جميلها وقبيحها معاً.. ولأن كل منا له ما يسره من الصفات وما ينغصه منها .. فالأَولى ألا تجرفنا المشاعر لنتخير رفيق درب يمتلك من الصفات ما يكدر صفو الحياة وينغصها ،حالمين بأن يتغير بمرور الوقت.. ورغم الاحتمالية الضئيلة لحدوث هذا التغيير ،لكن لا يجب أن نبنى أملاً على ما شذ من القواعد.. فقلما تتغير صفات الإنسان.
ولنا في خبر الصحابي الجليل (جليبيب) رضي الله عنه عبرة وعظة.. فقد كان الرجل دميم الخلقة ،وأراد خطبة فتاة جميلة ،فخطبها له خير الخلق صلى الله عليه وسلم ،فوافقت رغم كراهة ذلك على نفسها ،وما كان رضاها إلا طاعة للرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم.. وفي صبيحة ليلة زفافهما ،نودى للجهاد ،فذهب (جليبيب) للقتال مع الرسول في إحدى الغزوات ،فلقي ربه شهيداً ،فتسابق الصحابة للزواج من امرأته.. فأثابها الله بحسن العاقبة في الدنيا والآخرة جراء طاعتها وامتثالها للرسول الكريم.. لذا كانت نصيحتى الثانية لك أن تضعي طاعة الله ورسوله
هدفاً صوب عينيكِ وكُلكِ يقين بحسن العاقبة.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق