بحث هذه المدونة الإلكترونية
تفكر فى تجارب وخبرات حياتية تفكر في آيات الله وأوامره ونواهيه تفكر فى نقد بناء لتصحيح المسار ..
مميزة
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
أخيتى العروس (٥)
النصيحة الثامنة:
إسمعى وأطيعي
الأصل في الشرع هو طاعة المرأة لزوجها ،فما كان منه من أمر لا يعصى الله فيه وجبت عليك طاعته.. فقال تعالى:
"فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا"
وفي ذلك قال الرسول الكريم :
"لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"
فطالما ارتضيته –يا غاليتى- زوجاً وقائماً على شؤونك ،فقد أوكلتِه –منذ تلك اللحظة- قيادة السفينة ،فقد أصبح ربانها ،فلا تنازعيه في مزية خصَّه الله بها عنكِ لحكمة لا يعلمها سواه سبحانه الحكيم.. إذ قال تعالى في محكم آياته:
"وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم"
فإن طلب إليك المشورة ،فالقرار يكون له في النهاية ،وليس في ذلك انتقاص لقدرك إنما تلك الحكمة الإلهية التى تقتضى طاعة الزوجة لزوجها ما لم تنافي قواعد الشرع والدين..
وإن عصيان الزوجة لزوجها من الكبائر وتستجلب غضب الرب كما في الحديث الشريف:
"ايما امراة باتت وزوجها عليها غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح"
وإن كان ديننا الحنيف قد كفل للمرأة المسلمة حقوقاً لم تنلها غيرها من نساء العالمين ،لكنه كذلك ومن منطلق التوازن في حقوق وواجبات كل طرف.. فقد سمح للزوج بأن يؤدب زوجته حال نشوزها بعصيانها إياه ،بما لا يتنافى مع الرفق واللين الذي يزين خلق المرء المسلم ،على أن يكون تأديبه إياها بتدرج سمح عادل.. فمن النصح إلى الهجر الجميل إلى الضرب غير المبرح لأن غاية التأديب هنا ليست التعذيب أو القهر وإنما للهداية والامتثال.. وإننى أخيتي أتوسم في خُلقكِ ودينكِ من الرفعة ما يجنبك الوقوع في إثم عصيان زوجكِ.. كما أرجو لكِ يا غاليتى أن تكوني من نساء الجنة اللاتى يقلن لأزواجهن حال غضبهم عليهن:
"والله لا أذق غمضاً حتى ترضى"
أى لا تغمض عينى حتى تكون راض عنى.. أسال الله لكِ الثبات.
النصيحة التاسعة
أعينيه على البر وصلة الأرحام
إعلمي بأنك تحملين على كاهلك مسئولية عظيمة ،وهى الحفاظ على علاقات زوجك الأسرية بل والسعى إلى تنميتها وزيادة أواصر المحبة فيها.. فكما أن زواجك وانتقالك إلى كنف زوجك لا يعنى انفصالك كليةً عن أسرتك ،فالحال لديه كذلك.. بل إن كان زواجك قد بدل أولوياتك ليكون زوجك –بأمر الشرع- مقدماً على ذويك في طاعتك له ،فإن الزواج بالنسبة للرجل يعنى مسئولية جديدة قفزت إلى قائمة مسئولياته ،وإن تبدلت الأولويات في تلك القائمة لكن يظل الوالدان في مقدمة تلك الأولويات..
١-وإننى لأتمنى أن تمتلكي من الحكمة ما يجعلك تقفين على عتبة الدين ،وتثمنين اهتمامه ورعايته لوالديه ،بل وتعينينه عليها قدر استطاعتك.. تنحين غيرتك و تكبحين غضبك تجاه بعض التصرفات التى لا ترضيكِ ،فقط إبتغاء مرضاة الله..
فكما عليه واجبات تجاهك وأبنائكما ،عليه كذلك واجبات تجاه والديه وإخوته وأفراد عائلته من الأقارب.. واعلمى أنه ما أصابكم من فضل وبركة فبدعاء أمه ،وفي ذلك أخبرنا نبينا الكريم أنه إذا ماتت الأم نزل ملك من السماء يقول لابنها:
"ماتت من كنا نكرمك لأجلها"
وقال صلى الله عليه وسلم :
"من أراد أن يُبسط له في رزقه ،وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه"
فان أعنتيه على ذلك ،بسط الله في رزقه ووسع عليكما ،إذ ستشاركينه الحصاد.
٢-واحذري إفتعال الخلاف مع ذويه ،أو ذكرهم أمامه بما يوغر صدره تجاهك ويفسد العلاقة بينكما رويداً.. فإذا حدث خلاف بينك وبين أحدهم وأخطأ في حقك ،فلتكتمى ألمك إن استطعتِ ،وإلا فلتقصي عليه ما حدث في هدوء ،و دعيه يفصل في الأمر بحكمته دون أن تملي عليه ما يتوجب فعله.. طالما لم يهدر كرامتك بسلبية مهينة ،أو ينصر طرفاً على طرف.. ولا تلوميه إذا توخى الأدب في عتابه لوالديه –أو أحدهما- على خطأ اقترفاه في حقك تقاة غضبهما.. ففي رضاهما سعادتكما معا ،لذا عليك بالعون له لا للشيطان.. وأن تكونى لأهله كما تحبين أن يكون لأهلك.. فإن كان إحسانك لهما لا يؤتي ثماره معهما ،فيكفيكِ رضا زوجكِ وتقديره لمساعيكِ تلك..
٣-إجعلى من بيتكِ قبلة لأحبائه وواحة للحب والعطاء.. فإن كان إكرام الضيف من شروط الإيمان بالله واليوم الآخر إذ قال الرسول الكريم:
" من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه"
فالأولى هو إكرام ضيوف زوجك من أهله وبذلك يتضاعف لك الثواب ان شاء الله.
النصيحة العاشرة:
لا توغري صدره تجاه ذويك
من أشد الأخطاء التى تقع فيها الفتيات ،هو أن توغر صدر خطيبها أو زوجها تجاه والديها دونما قصد منها.. لذا أحببت أن أوجه لك نصيحة ثمينة تحافظين بها على جمال العلاقة بين زوجك وذويك.في مواقف عدة قد تمرين بها في رحلة الحياة:
-حينما تضيق به الأحوال:
-لا تفشي سره لأهلك ،وتشكين من ضيق حاله ،بل احفظى ماء وجهه أمامهم.
-كونى له عوناً على تجاوز المحن ،واعلمي أن الحياة بين سراء وضراء.. فإن كنتِ معه في ضرائه ،استحققتِ قلبه عن جدارة وإلى الأبد.. وإن ظننت ان الحياة سراء فقط فقد خسر البيع.
-لا تسرفي في التباهي -أو إظهار السرور أمامه- بهدية جلبها لكِ أحد إخوتك أو والداك بينما لا يستطيع هو شراءها.. ولا تطلبي من والدكِ شيئاً لا يستطيعه هو ،فبذلك تجرحين كبرياءه وكرامته دونما قصد منكِ.. فان أحضرها والدكِ أوغرت صدره تجاهك وتجاه والدكِ كذلك إذ تشعرينه بقلة حيلته ،وعدم قدرته على تلبية احتياجاتك.. أما عن والدكِ ،فسيعتبره حينها غريمه الذى يحقق أمنيات حبيبته بينما هو مكتوف الأيدى ولا يستطيع إسعادها..
واعلمى أن والدينا لم يصلا –في يوم وليلة- إلى ما وصلا إليه من يسار مادي وحياة رغدة ،وإنما ما نحن فيه الآن هو حصاد سنوات من الكفاح والصبر.. فاصبري وثقى أن الرزق واليسر آتيان لا محالة.
-عند حدوث خلاف بينكما:
-إحرصي على ألا تخرج أسرار ذاك الخلاف إلى أسرتك.. فالأهل في غالب الأحيان ينحازون لأبنائهم ولو كانوا على خطأ ،فما بالك لو كانوا على صواب؟ فإن أخطأ زوجك في حقك خطأ محتملاً فلا داعى لإفشائه ،فقد يذوب الخلاف بينكما يوماً ،وتبقى ذكراه غصة في حلوق أهلك تنعكس على علاقتهم مع زوجك سلباً..
فإذا حدث وتدخل أحد الوالدين من أجلك ،فلو كان حكيماً وعادت الأمور إلى نصابها ،فلن ينسى لكِ زوجكِ أنك أفشيتِ سره.. ولو أننى أرى أن الآباء غالباً ما ينحون حكمتهم ويُعملون قلوبهم وأبوتهم أو أمومتهم فيثورون من أجل بناتهن وقد يتسببوا بذلك في اتساع فجوة الخلاف..ولن ينسى زوجك مواقفهم تجاهه ولن تستقيم بينهم العلاقة ثانية.
-كما لا تسمحى لزوجكِ بإهانة والديكِ ،كذلك لا تسمحى لهما بإهانته.. وأشعريه أنك معه دوماً في خندق واحد..
-إعلمي أن من بديهيات الحياة تلك الغيرة المتبادلة بين الزوج وحميه كما بين الزوجة وحماتها وربما أكثر.. فالأب يشعر أن ذلك الرجل أتى ليسلبه عمره.. والزوج يشعر أن والد فتاته هو حبها الأول ،ومصدر سعادتها ومصباح علاء الدين لرغباتها ،لذا فانحيازك لأحدهما يوغر صدر الآخر.. فجاهدى لكى تستقيم تلك العلاقة من خلال الموازنة في المشاعر وانتقاء عباراتك عن طرف ما في حضور الطرف الآخر.
-أعلم أن حب الفتاة وارتباطها بذويها يزداد بعد زواجها ،ولكن فلتتكتمي هذا الحب درءً لغيرته ،فالرجل أناني -في الحب- بطبعه ،وإن تفاوتت درجة الأنانية من رجل لآخر ،لكنها تظل إحدى جينات الرجل ،لا سيما الشرقي.. فلتشعريه دائما انه كل شئ لكِ في تلك الحياة .. فاذا اعترض على شئ في علاقتك بذويك ،فلا تنتهجى أسلوب العناد والجدال والتحدى ،بل ترفقى في الحديث ،وذكريه بحبه لذويه لتستجلبي رقة قلبه.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق