كم قتيلاً تحتاج لكى تثور إنسانيتك كم إمرأةً – تغتصب - تحتاج لكى تغضب ؟؟
يختلف الأشخاص فيما بينهم فمنهم من يثور لقضية بأقل الدوافع فيثور مثلاً لمجرد اغتياب شخص و على الصعيد الآخر من تكون ثورته لحظية بعد رؤيته لعدد من القتلى و المغتصبات و ما يلبث أن يتناسى ما ثارت له نفسه .. و تبقى أجراس الغضب تدق أبوابنا فيا ترى متى نستجيب و نفتح الأبواب ؟؟
تدور الأزمنة فتختلف طبائع الناس و تظهر قيم جديدة و تختفى أخرى و من القيم التى اختفت بشكل ملحوظ مؤخراً فى مجتمعاتنا العربية غياب المروءة فنرى من يقتلون بدم بارد و بأبشع الطرق و ما يكون من البعض إلا الإستنكار لمثل تلك الأفعال .. فهل يكفى مجرد الإستنكار !! حتى الدعاء قد ننساه كأبسط الوسائل لنصرة هؤلاء القتلى و المغتصبات هذا و قد نجد من يدافع عن القتل !! و يظل هناك سؤالا يحتاج منَّا إلى إجابة : ماذا بعد ضياع إنسانيتنا ؟؟ و هل يُقدِّر الغرب أرواحنا إن لم نُقدِّرها نحن ؟؟
لقد ورد فى القرآن الكريم ما يدل على قدسية الدماء و حرمتها عند الله فى الشرائع السماوية المختلفة فقد قال الله عز و جل فى كتابه العزيز ما كتب على بنى إسرائيل : "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِيْ إِسْرَائِيْلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيْعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيْعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيْرًا مِّنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُوْنَ"
و
أيضا "وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إًنَّ اللّهَ كَانَ
بًكُمْ رَحًيماً " صدق الله العظيم
و
فى السنة النبوية قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
: "لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك
دم مسلم بغير حق" صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم
فماذا بعد أحكام
القرآن و السنة و ماذا بعد سماع شعر ينشده طفل يستنهض عروبتنا و من قبلها مروءتنا
:
ألم يهززك
منظر طفلة ملأت
مواضع جسمها
الحفرُ
ولا أبكاك ذاك
الطفل في هلعٍ
بظهر أبيه
يستترُ
فما رحموا
استغاثته
ولا اكترثوا
ولا شعروا
فخرّ لوجهه
ميْتاً
وخرّ أبوه
يُحتضرُ
متى يُستل هذا
الجبن من جنبَيْك والخورُ ؟
متى التوحيد في
جنبَيْك ينتصرُ ؟
متى بركانك
الغضبيُّ للإسلام ينفجرُ
فلا يُبقي ولا
يذرُ ؟
أتبقى دائماً
من أجل لقمة عيشكَ
المغموسِ
بالإذلال تعتذرُ ؟
متى من هذه
الأحداث تعتبرُ ؟
إن هانوا فقد هنَّا .. هل ترضون أن تكونوا أمة المليار و لكنكم غثاءٌ كغثاء السيل ؟؟
عبدالرحمن القاضى
تعليقات
إرسال تعليق